أضاعَ رجُلٌ جملَه في الصَّحراء وأعيى في البَحث عنه، وعندها أقسمَ أمامَ الجميع بأنّه سيَبيعُ الجمَل بدينارٍ إذا وجدَه.

وبعد أيّام عدّة وجَدَ الرَّجلُ جمله، ولكنّه حزنَ كثيرًا لأنّه وجبَ عليه أن يَبيعَه بدينار كما أقسَم.

فاقترَحَت عليه زوجتُه اقتراحًا ووضعَت خطّةً في غاية الذّكاء وهي أن يربط الجَمَلَ مع هرَّةٍ ويذهبَ إلى السّوق ويناديَ للنّاس: الجمَل بدينار والهرَّة بمئتين والبيع على الاثنَين!

أي انّ مَن يريد أن يشتري الجمَلَ بدينار عليه أن يشتريَ معه أيضًا الهرَّة بمِئتَين. وهكذا نفّذَ الرَّجلُ قسَمَه وفي الوقتِ نفسِه لم يخسر شيئًا.

الإنجيل هو الوَعد بأنَّ الله خلّصَ المؤمنين مجَّانًا ولم يربط الله مع خلاصنا أي أمر آخر، ومَن يحاول أن يربط خلاصَنا بأعمال حسنة فهو كالذي ربَطَ الجمَلَ بالهرَّةِ. فالمسيح لا يخلّصُ الإنسان على أساس شروطٍ أو أعمال مسبقة.

”لأنَّكُمْ بالنِّعمَةِ مُخَلَّصونَ، بالإيمانِ، وذلكَ ليس مِنكُمْ. هو عَطيَّةُ اللهِ. ليس مِنْ أعمالٍ كيلا يَفتَخِرَ أحَدٌ.“ (أفَسُسَ 2:8-9).

لذلك فخلاص الله مجّاني وغير مربوط بأيّ أمر آخر، وغير مشروط بأيّ سلوكيّاتٍ أو عادات أو صلوات.
كل ما يحتاجُه الإنسان للخلاص هو الاعترافُ بالمسيح كمخلص لحياته والله لا يخلفُ بوعدِه كما فعل صاحبُ الجمَل.

”لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.“ (رو 10: 9).