الأبناء يرثون غنى الأب، ولكنهم أيضاً يرثون الديون الموضوعة عليهم…
غالباً ما يتوجّه المُدينين لعائلة رب الأسرة المديون بعد وفاته، رغــم أنّ أبناؤه ليس لهم علاقة بدين والدهم ولكــن هــذا لا يلغي مسؤوليتهم في تسديد الديون. فالابن لا يستطيع أن يطالب بميراث والده فقـط، وعندما يكــون والده تحت الديون يقوم بالتهرّب أو يقول أنا لست معنياً بالدين. الإبن يرث الغنى ويرث الدين.
الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يُضرسون
لا يرث الأبناء الأمور المادّيـة فقــط بل المكانة الإجتماعيّة أيضاً. نرث المراكز الإجتماعيّة والعلاقات المرموقة التي كانت لآبائنا وكذلك نرث عبء مشاكل آبائنا وسمعتهم السيّئة.
يخبرنا الكتاب المقدّس بأنّنا ورثنا الخطيئة ومفاعيلها من أبينا آدم بسبب عصيانه الله، فما هو ذنـب البشـريّة حتـى تتحمّل نتيجـة أفعال آدم؟ أين العدالـة إذا كان الانســان يلد مديوناً لله بســبب شــيء لم يرتكبه هو بل بسبب آدم وعصيانه؟!
”مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.“ (رو12:5)
كما أنّ الميراث واقع في الأمور المادية والإجتماعيّة هـو أيضاً واقـع روحي. فالفساد والانفصال عن الله اللذان لحقا بآدم سادا على الخليقة بأسرها. وبما أنّ أجرة الخطيّة هي الموت، وُضِع الإنسان تحت عقاب الموت الأبدي.
ما هو اﻟﺤﻞ إذا ﻛﺎن الإﻧﺴﺎن عاجز عن دفع الدين واسترجاع العلاقة مع الله؟
أعدّ الله منذ البدء، خطّته لخلاص الجنس البشري الذي عجز عن دفع الدين المتوجّب عليه كونه حاملاً الطبيعة الساقطة الموروثة من آدم، فكان موت المسيح هو الحل إذ سدّد الله الدين المتوجّب علينا بموت المسيح البديلي على الصليب. فالذي حصل معنا يشبه شـخص مديون للبنك وهو عاجز عن تسديد الدين، ولكن الله مـن خلال المسـيح دفع الدين المتوجّب علينا، بل أكثر من ذلك قام بوضع رصيد لا يفنى في حسابنا.
”عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ“ (1 بط18:1-19)
”في المسيح يسوع لم يزل الله الدين الذي كان علينا فقط، ولكـنّه منحنا غنى لا مثيل له.“
”إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ٱبْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ٱبْنًا فَوَارِثٌ لِلهِ بِالْمَسِيحِ.“ غَلَاطِيَّةَ 4:7