يروي تشارلي شابلن، أشهر ممثّل كوميدي فــي تاريخ السينما، هذه القصّة قائلاً: عندما كنت صغيـراً ذهبت برفقة أبي لمشاهدة عـرض فـي السّيرك. وقفنا فـي صفّ طويل لقطع التذاكر، وكان أمامنا عائلــة مكوّنة مـن سـتة أولاد والأم والأب.
كان الفقر بادياً عليهم، ملابسهم قديمـة لكنهـا نظيفة، وكان الأولاد فرحين جــداً وهــم يتحّدثـون عــن السيرك. وبعد أن جاء دورهم، تقدم الأب إلـى شباك التذاكـر، وسأل عـن سعر البطاقـة، فلما أخبره عامل الشبّاك عـن سعرها، تلعثم الأب وأخذ يهمس لزوجته وعلامات الإحراج بادية على وجهه!
فرأيت أبي قد أخرج من جيبه عشـرين دولاراً، ورماها على الارض ثم انحنى والتقطها ووضع يده على كتف الرجل وقال له: لقد سقطت نقودك! نظـر الرجل إلى أبي، وقال له والدموع فـي عينيـه: شكراً يا سـيدي!
وبعد أن دخلوا، سحبني أبي من يدي، وتراجعنا مـن الصف، لأنه لم يكن يملك غير العشـرين دولار التي أعطاها للرجل!
ومنذ ذلك اليوم وأنا فخور بأبي. كان ذلك الموقف أجمل عرضٍ شاهدته في حياتي، أجمل بكثير حتى من عرض السّيرك الذي لم أشاهده في ذلك اليوم.
هذا هـو الإنجيل بـكل بساطة.
لقد ضحّى والد تشارلي بما هو حق لإبنه للعائلة الفقيرة لكي تستطيع الدخول إلى السيرك، وما هو هذا التصرّف إلّا إنعكاس عن عمل الله مع الإنسان من أجل حصولنا على تذكرة الدخول إلى السماء على حساب يسوع المسيح .
”لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.“ (يو 3: 16).