هل الله واحد أم ثلاثة؟
نحن نؤمن بإله واحد خالق السماء والأرض كل ما يُرى وما لا يُرى
“للرب إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد” لوقا 8:4
نحن نؤمن بإله واحد خالق السماء والأرض كل ما يُرى وما لا يُرى
“للرب إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد” لوقا 8:4
معنى الله الآب أي ذات الله وكينونته، فهو لا يُرى وهو فوق الكل وإبن الله أي كلمة الله ومنطقه، كما يقول الشاعر عن أشعاره “بنات أفكاري” فإن إبن الله هو منطقه المتجسد الذي لبس جسداً بشريّاً بدَل أن يُعلن عنه في كتاب كما يؤمن البعض. وكذلك فإن الله له روح وهذا هو الروح القُدس.
“فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والإبن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد” 1 يوحنا 7:5
حاشا أن يكون لله صاحبة أو ولد. يعلّمنا الكتاب المقدّس أن الله بواسطة عمل روحه القدّوس جعل القدّيسة مريم العذراء تحبَل بدون زواج والذي حُمل به هو يسوع المسيح.
“الروح القُدس يحل عليكي وبركة العلي تضلِّلُك فلذلك أيضاً القُدّوس المولود منكِ يُدعى إبن الله” لوقا 35:1
على خلاف ما يؤمن به البعض، فإن الهدف من ولادة المسيح من عذراء لم يكن من أجل إظهار قوّة الله وحسب، وإنّما لكي يولد المسيح بدون زرع بشر ولا يتسرّب إليه الفساد الذي ترثه البشريّة من آدم.
“عالمين أنكم أُفتديتم بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” 1 بطرس 18:1
لم تكن خطيئة آدم وحوّاء هي عصيان أوامر الله وحسب، وإنّما التمرّد على المحدوديّة التي خلقهما الله فيها فأرادا أن يصبحا مثل الله.
قال الشيطان لحواء “يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله” تكوين 5:13
قال الله لآدم بعد أن أخطأ ضدّه “ملعونة هي الأرض بسببك” فسقطت الخليقة في ظلام الإنفصال عن الله، واختلّ نظام الكون وساد العالم الدمار والأعاصير والتلوّث والزلازل. وسيأتي يوم ينتهي به الوجود كما نعرفه اليوم. لا يتباطأ الرّب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنّه يتأنّى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع الى التوبة.
ولكن سيأتي كلّص في الليل، يوم الرّب، الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحلّ العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها – 2 بطرس 3: 9-
لقد سقط آدم ونسله من محضر الله سقوطاً أخلاقياً، ومعنى ذلك أنّ الإنسان أصبح أعمى عن رؤية الله وعن حقيقته، وكذلك هو عاجز عن الوصول الى الله لأنّ طبيعته أصبحت متمرّدة على الله وعلى صفاته ولا تطلب إلّا ما لنفسها.
“إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” – رومية 32:3
أجرة الخطية هي الموت.
أولاً موت الجسد الطبيعي.
ثانياً الموت الروحي الذي نعيشه الآن بانفصالنا عن الله وعن طبيعته، والموت الأبدي الذي سنواجهه إلى الأبد إن لم ينقذنا الله ويرحمنا.
من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس. إذ أخطأ الجميع – رومية 12:5
رغم أننا لم نكن مع آدم يوم أخطأ ضد الله وتمرّد عليه، إلّا أننا ورثنا طبيعته الفاسدة المعادية لله. فنحن جميعاً أعداء لله في طبيعتنا أولاً قبل أن نفكّر أو نتصرّف عكس مشيئته. فنحن لا نعتبر خطاة حينما نخطئ، وإنما نعتبر خطاة بمجرّد انتمائنا لآدم.
“بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدّينونة” – رومية 18:5
لا يوجد شيء يمكن للإنسان أن يفعله لكي يتخلّص من خطيئته. فالأعمال الصالحة التي نفعلها لا يمكن أن تغيّر طبيعتنا الساقطة وتصالحنا مع الله.
“لأنه بأعمال الناموس كلّ ذي جسد لا يتبرّر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطيّة” – رومية
الناموس هو شريعة موسى التي أعطاه الله إيّاها وطلب من شعب إسرائيل طاعتها. وهي مجموعة القوانين والفرائض التي تعكس لنا طبيعة الله وقداسته وبرّه.
“هذه هي الوصايا التي أوصى الرّب بها موسى إلى بني إسرائيل في جبل سيناء” – لاويين 34:27
لمّا كان البشر بالطبيعة فاسدين عاجزين عن فعل الخير، أعطى الله الشريعة لشعب إسرائيل لكي يكشف للبشر عن عجزهم وعدم قدرتهم على تتميم متطلّباته، وبالتالي احتياجهم لوسيلة أخرى للتصالح معه.
“لأنه بأعمال الناموس (الشريعة) كلّ ذي جسد لا يتبرّر أمامه. لأنّ بالناموس معرفة الخطيّة.” – رومية 20:3
لا يوجد إنسان واحد استطاع تنفيذ وصايا الله بالكامل. حتّى العبادة التي يقدّمها الإنسان لله هي من أجل مصلحته أولاً لكي ينال الثواب أو يتفادى العقاب.
“ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس” غلاطية 10:3
المسيح هو إنسان كامل مولود من مريم العذراء. ولكنّه أكثر من ذلك، فهو كلمة الله المتجسّد. فكما يؤمن البعض أن كلمة الله قد ظهرت في كتاب، فإن المسيح هو كلمة الله الذي ظهر في جسدٍ بشري.
“المسيح هو صورة الله غير المنظور” كولوسي 15:1
“الكلمة صار جسداً” يوحنا 14:1
لقد ورثنا من أبينا آدم طبيعته الفاسدة وأصبحنا مستحقّين لدينونة الله العادلة. وبالإيمان بالمسيح نصبح وارثين لطبيعته المقدّسة المتصالحة مع الله ومستحقين لنعمته المجّانية.
“َكمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ” رومية 18:5
لقد عاش المسيح الحياة البارّة الطاهرة التي يجب علينا أن نعيشها، ومات المسيح الموت الذي يجب علينا أن نموته. وقد فعل كل هذا في مكاننا نحن فأصبحنا أمام الله مبرّرين من الخطيئة التي ورثناها من آدم بموت المسيح في مكاننا، وأصبحنا مستحقين لنعمة الله ورحمته بحياة المسيح مكاننا.
“لأنه كما بمعصيّة الإنسان الواحد (آدم) جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد “المسيح” سيُجعل الكثيرون أبرار” رومية 19:5
هو مصالحتنا مع الله. فنحن أعداء الله في الطبيعة منقادين نحو الفساد، ومتمحورين حول ذواتنا لا نعرف الله. أمّا في المسيح فنحن مصالحون مع الله نعرفه ونعظّمه وننتظر الحياة معه إلى الأبد.
“كُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا، اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ” أفسس 2: 3-4
يعني أن نؤمن ونعترف بأن الله قُدّوس لا يقبل الشر، وأن نؤمن بأننا أشرار بالطبيعة أعداء لله عاجزين عن معرفته وعن طاعته، وأن نؤمن بأن المسيح قد جاء إلى العالم لكي يعيش مكاننا الحياة التي يجب علينا أن نعيشها ومات مكاننا الموت الذي يجب علينا أن نموته. وبالتالي فإن موت المسيح مكاننا كافٍ لمصالحتنا مع الله.
“لأنك إن إعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خلصت” رومية 9:10
بما أن طبيعتنا فاسدة عاجزة عن إرضاء الله، فإن كل أعمالنا لا تساوي شيئاً ولا يُمكن أن تنقذنا من غضبه. لذلك فإن الإيمان بالمسيح هو المتطلّب الوحيد للخلاص.
“وأمّا الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يبرّر الفاجر، فإيمانه يحسب له برّاً” رومية 5:4
من يعمل الأعمال الصالحة فقط لكي يخلُص من العقاب أو ينال الثواب،فهو يعمل تلك الأعمال من أجل نفسه وليس طاعةً لله. أما المؤمنون بالله فيجب عليهم أن يفعلوا الصلاح دائماً ليس خوفاً أو طمعاً، وإنما طاعةً وإكراماً للخالق. فنحن مدينون له بأن نحيا حياةً صالحة.
“أمّا الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة، بل على سبيل دَين” رومية 4:4
لا يوجد خطايا كبيرة وخطايا صغيرة. بالنسبة للمسيح من يشتم أخيه فهو أمام الله مثل القاتل، ومن ينظر إلى إمرأة بشهوة فهو زاني ومن لا يعطي المحتاج فهو مستحق للجحيم.
“قال المسيح: إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنّم” متّى 22:5
لقد أعطى الله موسى تشريعات وفرائض كثيرة تميّز بين الحلال والحرام، ولكن فيما بعد جاء المسيح وأعلن شريعة الله السامية التي تتجاوز قوائم الحلال والحرام. فكانت شريعة المحبّة قانون الله الأعظم لقياس كل أعمال البشر.
“قال المسيح: وكما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم بهم أيضاً هكذا” لوقا 31:6
لا، الصليب هو مجرّد رمز لموت المسيح الكفّاري بالنيابة عنّا. فالصليب يذكّرنا بالعقوبة التي نستحقّها نحن البشر، وبالعمل العظيم الذي فعله المسيح يوم مات عنّا كإعلان لمحبة الله للعالم.
“هكذا أحب الله العالم حتّى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنّا 16:3
إن القول بأن المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص ليس نتيجة لعنصريّة لدين أو انحياز لشخص، وإنّما هو بسبب عدالة الله التي لا تقبل مساومة. الله لا يُمكن أن يغفر الذنوب بدون أن يُعاقب المخطئ، فهو كامل في صفاته. عدالته طلبت موتنا ورحمته دفعت الثمن في المسيح مكاننا.
“وبدون سفك دم لا تحصُل مغفرة” عبرانيّين 22:9
الله، على عكس البشر، كل صفاته تعمل معاً في ذات الوقت. الإنسان يمكن أن يرحم ويتغاضى عن العدالة، أو يعدل ويتغاضى عن الرحمة. لكن الله فهو عادل ورحيم في ذات الوقت. موت المسيح مكان الخطاة على الصليب هو الطريقة التي حقّقت عدالة الله وجلبت رحمته في ذات الوقت.
“لأن أجرة الخطيّة هي موت، وأمّا هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربّنا” رومية 23:6
الله كشف لنا عن ذاته في المسيح. فكما يرى الإنسان صورته في المرآة كذلك نحن نرى الله في صورة المسيح. نحن لا نقول أن الله هو إنسان، حاشا! ولكن نحن نقول أن لاهوت الله قد حلّ في جسد بشري فأصبحنا قادرين على رؤية صفات الله وطبيعته.
“المسيح هو صورة الله غير المنظور” كولوسي 15:1
“في المسيح يحل كل ملء اللاهوت جسديّاً” كولوسي 9:2
الإيمان بالمسيح هو نعمة من الله تنتج عن معجزة يفعلها بنا يسمّيها الكتاب المقدّس بالولادة الجديدة. في هذه الولادة يُحيي الله قلب الإنسان الميّت بعمل روحه القدّوس فيؤمن بالمسيح كربّ ومخلّص. هذا الإيمان ليس نتيجة مجهود بشري، بل نتيجة عمل معجزي يجعلنا الله فيه خليقة جديدة قادرة على معرفته وإدراك محبّته.
“لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” 2 كورنثوس 17:5
“وأمّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، الذين وُلدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله” يوحنّا 12:1
الله هو صاحب السيادة الكاملة على كل شيء في الوجود. فلا يمكن أن يحدث شيء بدون أمره، هو الذي يُحيي ويُميت، وهو الذي يأمر فيكون. نحن لا نعرف كل الأجوبة ولا نفهم كل الأمور ولكن نؤمن ونثق بأنه حامل كل الأشياء بكلمة قدرته وسيأتي يوم سنُدرك فيه ما نعجز عن استيعابه وسنتحرّر من محدوديّتنا ومن طبيعتنا الفاسدة.
“فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذٍ سأعرف كما عُرفت” 1 كورنثوس 12:13
نحن نخلُص من غضب الله بنعمة الله وليس بأعمالنا، ولذلك لا يُمكن أن نفقد هذا الخلاص بأعمالنا. الخلاص بالمسيح هو نعمة من الله منحنا إيّاها بالإيمان وليس بالأعمال، والحياة الأبدية هي استحقاق المسيح من أجلنا وليس استحقاقنا نحن. عطايا الله أبدية وبلا ندامة والحياة الأبدية هي عطيّته لنا في المسيح.
“لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم، هو عطيّة الله، ليس من أعمال لكي لا يفتخر أحد” أفسس 8:2
حاشا، رحمة الله لنا ونعمته علينا عرّفتنا على طبيعته وحرّرتنا من دينونته. فنحن لا نطيع وصايا الله لكي نخلّص من الغضب أو لكي نربح الثواب، بل نحن نعيش شريعته السامية (المحبّة) لأنها هي الصواب. نحن في المسيح نفعل الأمر الصحيح للسبب الصحيح. الخلاص الأبدي والمضمون ليس فرصة لكي نطيع طبيعتنا الفاسدة بل هو أمر نشكر الله عليه ونكرمه ونمجّده بأن نفعل مشيئته.
“فإنكم إنّما دعيتم للحريّة أيّها الأخوة. غير أنّه لا تصيّروا الحريّة فرصة للجسد، بل بالمحبّة اخدموا بعضكم بعضاً” غلاطية 13:5
عندما يضع أحدهم ثقته بالمسيح يَخلُص. أي أنّه يتصالح مع الله ويصبح إبناً له بدلاً من أن يكون عبداً. نحن عبيد الله الخالق بلا شك، ولكن الله في المسيح يرفعنا لمرتبة أبناء بسبب محبته العظيمة لنا.
“قال المسيح: لا أعود أُسمّيكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيّده. لكنّي قد سمّيتكم أحبّاء” يوحنا 15:15
“أّنظروا أية محبّة أعطانا الآب، حتّى نًدعى أولاد الله” 1 يوحنا 1:3
رغم أن الإيمان بالمسيح هو عمل إلهي في قلب الإنسان، إلّا أنه يظهر في حياتنا من خلال اعترافنا بحاجتنا للخلاص، وبعجزنا عن تخليص أنفسنا وبحاجتنا للمسيح ولموته الكفّاري عنّا. نعترف بأن المسيح قد مات عن خطايانا وقام في اليوم الثالث وصعد للسماء وسيعود حسب وعده.
“أن المسيح مات من أجل خطايانا وأنّه دُفن وأنّه قام في اليوم الثالث وإن لم يَكُن المسيح قد قام فباطلةٌ كرازتنا وباطلٌ إيماننا” 1 كورنثوس 15:3
الإنجيل ليس كتاباً، بل هو الأخبار السارّة عن شخص المسيح وعن عمله. المسيح مات من أجل أن يحمل خطايانا ويُصالحنا مع الله ويمنحنا الحياة الأبدية معه إلى الأبد، ثم قام من بين الأموات وصعد إلى السماء وسيعود يوماً ما ليُدين الأحياء والأموات. هذا الخبر هو ما يُسمّى بالإنجيل.
“وأعرّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشّرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه، وبه أيضاً تخلُصون..أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكُتب، وأنه دُفن، وأنّه قام في اليوم الثالث حسب الكتب” 1 كورنثوس 15:1
هو كلام الله الموحى به وُيقسم إلى قسمين: العهد القديم والعهد الجديد. حيث يغطّي العهد القديم أحداث الخليقة وتاريخ شعب إسرائيل وانتظارهم للمخلّص. ويَروي العهد الجديد سيرة حياة المسيح وتعاليمه ونشوء الكنيسة وتعاليم رُسل المسيح.
“كل الكتاب هو موحى به من الله” 2 تيموثاوس 16:3
لكل نفس بشريّة مصير حتمي، إمّا الحياة الأبدية مع الله، وإمّا الجحيم. لقد وصف المسيح والرُسل الجحيم بأنه نار أبدية، ظلمة خارجية، مكان الهلاك الأبدي، وغيرها من الصفات. وبغض النظر عن طبيعة الجحيم، يكفي بأنه سيكون بعيداً ومنفصلاً عن الله.
“قال المسيح: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، بل خافوا من الذي بعدما يقتل، له سُلطان أن يُلقي في جهنّم” لوقا 5:12
الكنيسة هي جماعة المؤمنين بالمسيح، ويُطلق عليها أيضاً لفظ جسد المسيح. أما مبنى الكنيسة فهو مجرّد مبنى يَضُم هذه الجماعة حيث يلتقي المؤمنون بالمسيح لكي يُرنّموا لله ولكي يستمعوا لكلام الكتاب المقدّس وهم ينتظرون عودة المسيح.
“قال المسيح: سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” متى 18:16
الطوائف المسيحيّة الرئيسية (الكاثوليكيّة، الأرثذوكسيّة، والبروتستانتيّة) تتفق فيما بينها على لاهوت المسيح وموته وقيامته وعلى طبيعة الله وصفاته. وتختلف على عدّة قضايا لاهوتيّة مثل موضوع التبرير بالإيمان والكهنوت والشفاعات. كل من يؤمن بأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد وأن الخلاص هو في المسيح فقط فهو ينتمي لكنيسة الله الواحدة في كل العالم.
“كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله” 1 يوحنا 2:4
هي رمز عن موت المسيح عن خطايانا وعن قيامته من بين الأموات. بعض الطوائف المسيحيّة تمارس المعمودية بالتغطيس في الماء، والبعض يكتفي برش الماء. البعض يعمّد الأطفال والبعض لا يقبل إلّا بتعميد البالغين. على كل الأحوال المعمودية هي مجرد رمز لإتحاد المؤمن مع المسيح بالموت وبالقيامة.
“لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع. لأن كلّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” غلاطية 26:3
الصلاة في المسيحية هي حديث مع الله نعظّمه فيها ونمجّد صفاته وجلاله، ونشكره على نعمته ورحمته وعطاياه، ونشكو إليه آلامنا وهمومنا. الصلاة هي تعبير عن العلاقة الشخصيّة مع الله وليس مجرد تكرار للكلمات.
“قال المسيح: لا تكرّروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم” متى7:6
نعم يوجد صيام في المسيحية غير أنه يختلف عن الصيام التي تمارسه كثير من الديانات في العالم. ففكرة الصيام بحسب تعاليم المسيح هو جعل الله أولوية في حياتنا وأنه هو كفايتنا وشبعنا. فالصيام هو تعبير صادق عن امتنانا لله وعن أهمية مركزيته في حياتنا، يمكن أن يكون بالصيام عن الطعام أو عن أمور أخرى في حياتنا نعتبرها مهمة ولا يمكن الاستغناء عنها مثل الاستخدامات التكنولوجية اليومية.
“قال المسيح: ومتى صُمتم فلا تكونوا عابسين الوجه كالمرائين، فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يَظهروا للنّاس صائمين” متى 16:6
هي فريضة أمر بها الرب شعبه وتكون من خلال كسر الخبز وشرب كأس الكرمة. وهي تذكار لما فعله المسيح ليلة الصلب حينما كسر الخبز وقال: هذا هو جسدي المكسور لأجلكم، وحمل كأس الكرمة وقال: هذا هو دمي المسفوك لأجلكم، اصنعوا هذا لذكري.
“فإنكم كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” 1 كورنثوس 26:11
رجل الدين في المسيحية هو الشخص المكّرس و المؤهل لخدمة جماعة من المؤمنين ورعايتهم. غير أن الكتاب المقدّس لا يعلّم أن الكهنة أعظم شأناً من باقي المؤمنين، بل نؤمن بما يعلّمه الكتاب المقدس عن كهنوت جميع المؤمنين.
“وجعلنا مُلوكاً وكهنة لله أبيه، له المجد والسُّلطان ألى أبد الآبدين. آمين” رؤيا 6:1
لا يستطيع أحد أن يَدخل ملكوت السماوات إن لم يولد ولادة جديدة حسب كلام الرب. يعلّمنا الكتاب المقدّس بأنه لا يوجد طريق للخلاص إلّا من خلال المسيح وكفّارته، لكن في الوقت ذاته، الله فقط هو الوحيد الذي له الحق في الحكم على كل إنسان وليس نحن.
“أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد أن يأتي إلى الآب إلّا بي” يوحنّا 6:14
قطعاً لا إذ أن الكتاب المقدس واضح بوصاياه بقوله: للرب إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد. كما يُعلّم الكتاب المقدس بأنَّ لا شفيع ولا وسيط بين الله والناس سوى الرب يسوع المسيح فقط. القدّيسة مريم العذراء مطوّبةٌ من الله ومن جميع الأجيال لأنها حملت المسيح في بطنها من الروح القدس وآمنت بما جاءها من عند الرب.
” قالت مريم: تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي” لوقا 46:1
يؤمن المسيحيون بأن ليس كل ما يدخل فم الإنسان ينّجسه بل كل ما يخرج من فمه. لأن من قلب الإنسان تخرج الأفكار الشريرة والفاسقة، وبالتالي المادة ليست خطأ في ذاتها، بل إن كيفية استخدام المادة هو المؤثر في حياة المؤمن. فلا يُستحسن أن يكون مستعبداً لأي مادة أو أي أمر.
“كل الأشياء تحلُّ لي، ولكن ليست كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحلُّ لي، لكن لا يتسلّط عليَّ شيء” 1 كورنثوس 12:6
يعلّمنا الكتاب المقدّس بأن الله قد أمر أن يكون الزواج بين رجل واحد وامرأة واحدة. هذا الزواج هو عهد أبدي يمنَح الرجل من خلاله جسده وحياته لامرأته، وتمنح المرأة جسدها وحياتها لزوجها. فيحب الرجل امرأته حتّى الموت، وتطيع المرأة زوجها حتى الموت.
“قال المسيح: من بدء الخليقة ذكراً وأُنثى خلقهما، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بإمرأته” مرقس 6:10-7
الإيمان المسيحي هو حالة قلبية يرتبط بها المؤمن بعلاقة حميمة مع الله من خلال المسيح. المظاهر الخارجيّة لا يُمكن أن تغيّر حالة القلب. بل على العكس، نجد أن كل ممنوع مرغوب. في المسيحيّة يكون التغيير جذريّاً من الداخل، فالحجاب لا يُمكن أن يُبطل الشهوة، ولكن محبة الله ومعرفة طبيعته تقمعها.
“قال المسيح: لأن من القلب تخرج أفكار شرّيرة: قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف” متى 19:15
حرية الرأي والتعبير والمُعتقد مقدّسة بحسب الإيمان المسيحي. نحن نؤمن بأن كل شخص يتحمل مسؤولية نفسه أمام الله. علينا أن نشهد لنعمة المسيح لكل الناس، غير أن الإيمان بالمسيح ليس بالقوة والإكراه، بل هو عمل الله في قلب الإنسان.
“قال المسيح: ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجاً من ذلك البيت أو من تلك المدينة، وأُنفضوا غبار أرجلكم” متى 14:10
الإنجيل قبل أن يكون كتاب هو خبر سار انتشر من يوم قيامة الرب يسوع من بين الأموات وظهوره لأكثر من خمسمائة شخص وحتّى اليوم. لا يُمكن تحريف أمر عظيم مثل هذا. ناهيك عن وجود آلاف المخطوطات التي تشهد لصحّة الكتاب المقدّس وحدث قيامة المسيح التاريخي من بين الأموات.
“وبعد ذلك ظهر دفعةً واحدة لأكثر من خمسمئة أخ، أكثرهم باقٍ إلى الآن” 1 كورنثوس 6:15
إن سيرة حياة المسيح وأعماله ومعجزاته وتعاليمه وموته وقيامته مدوّنة في الأناجيل الأربعة التي كتبها متّى ومرقس ولوقا ويوحنّا وبإمكان أي شخص الاطلاع عليها وقراءتها في العهد الجديد.